كذلك بالنسبة إلى مثوى رجال الله وقادة الإسلام؟!
ألا تكون الصلاة عند مراقدهم أفضل من الأماكن الأُخرى؟!
صحيح أنّ الآية قد نزلت بشأن مقام إبراهيم الخليل ، ولكن ألا يمكن أن نستنتج منها حُكماً عامّاً؟!
لقد سأل المنصور العبّاسي «الدوانيقي» مالك بن أنس ـ إمام المالكية ـ وهما في مسجد رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ فقال : يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله؟
فقال مالك : لِمَ تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إلى الله يوم القيامة؟! بل استقبله واستشفع به فيشفِّعك الله. (١)
يستفاد من هذا الحوار أنّ الدعاء عند قبر رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ كان خالياً من أي إشكال ، وكانت الغاية حسب السؤال عن الأرجحية وأنّ أيّة منها أرجح فأفتى مالك بن أنس بأنّ التوجّه إلى قبر الرسول كالتوجّه إلى القبلة.
٣. لو راجعنا أحاديث المعراج لانكشفت لنا هذه الحقيقة بصورة أكثر ، حيث جاء فيها أنّ النبيّ ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ في رحلة المعراج نزل في «المدينة» و «طور سيناء» و «بيت لحم» وصلّى فيها ، فقال له جبرئيل : يا رسول الله أتعلم أين صلّيت؟ إنّك صلّيت في «طيبة» وإليها مُهاجرتك ، وصلّيت في «طور سيناء» حيث كلّم الله موسى تكليماً ، وصلّيت في «بيت لحم» حيث وُلد عيسى. (٢)
يستفاد من هذا الحديث أنّ الصلاة محبوبة في بقعة لامستْ جسد أحد
__________________
(١) وفاء الوفا : ٤ / ١٣٧٦.
(٢) الخصائص الكبرى لعبد الرحمن السيوطي : ١ / ١٥٤.