خلاصة القول
وخلاصة القول : إنّ القرآن الكريم يصرِّح بأسماء بعض الأولياء الذين اصطفاهم الله ووهبهم القدرة الغيبية لتنفيذ الأعمال الماورائية الخارقة للطبيعة ، وكان هؤلاء يستخدمون هذه القدرة في الأوقات المناسبة ، كما كان هناك أشخاص يأتون إليهم ويطلبون منهم الاستفادة من هذه القدرة.
وهكذا ظهر لك ـ أيّها القارئ الكريم ـ إنّ آيات القرآن الكريم صريحة في ردّ مذهب الوهّابيّة وإبطال آرائها الشاذّة.
فلو قال الوهّابيّون : إنّ طلب المعجزة من أولياء الله شرك.
قلنا : لما ذا طلب سليمان ـ وغيره ـ ذلك؟!
فإن قالوا : إنّ طلب الحاجة من أولياء الله ـ بطريقة إعجازية ـ يستلزم الاعتقاد بسلطتهم الغيبية.
قلنا : إنّ الاعتقاد بالسُّلطة الغيبية على نوعين : أحدهما : توحيد بعينه ، والثاني : يستلزم الشرك.
فإن قالوا : إنّ طلب الكرامات من أولياء الله في حياتهم ليس شركاً ، ولكن طلبها من الموتى شرك.
قلنا : إنّ الموت والحياة ليسا ملاكاً للتوحيد والشرك ، ولا يُغيِّران حقيقة أحدهما.
فإن قالوا : إنّ طلب الشفاء للمريض وتسديد الدِّين ـ بطريقة غير عادية ـ هو طلب فعل الله من غير الله.
قلنا : إنّ شرط الشرك هو أن تعتقد ألوهيّة من تدعوه أو بكونه مصدراً لأفعال الله بالاستقلال ، وأنّ طلب فعلٍ غير عادي ليس معناه طلب فعل إلهي