الفصل الثاني :
الوهّابيّون وبناء قبور الأولياء
تُعتبر مسألة بناء القبور وتشييد مراقد الأنبياء وأولياء الله الصالحين من المسائل الحسّاسة عند الوهّابيّين ، وقد كان ابن تيميّة ـ وتلميذه ابن القيّم ـ أوّل من أفتى بحرمة بنائها ووجوب هدمها.
يقول ابن القيّم :
يجب هدم المشاهد الّتي بُنيتْ على القبور ، ولا يجوز إبقاؤها بعد القدرة على هدمها وإبطالها ـ يوماً واحداً. (١)
وفي عام (١٣٤٤ ه) بعد ما استولى آل سعود على مكّة المكرمة والمدينة المنوّرة وضواحيهما ، بدءوا يبحثون عن دليل يبرّر لهم هدم المراقد المقدّسة في البقيع ومحو آثار أهل البيت ـ عليهمالسلام ـ والصحابة ، فلجئوا إلى الاستفتاء من علماء المدينة المنوّرة حول حرمة البناء على القبور ، محاولة منهم لتبرير موقفهم أمام الرأي العامّ الإسلامي ـ وخاصّة في الحجاز ـ لأنّهم كانوا يُدركون جيّداً أنّ المسلمين في الحجاز هم كالمسلمين في كلّ مكان ، يعتقدون بكرامة أولياء الله وقدسيَّتهم وجواز البناء على قبورهم ، فحاول الوهّابيّون أن يُلبسوا جريمتهم هذه بلباس الإسلام ، دفعاً لنقمة المسلمين! سبحان الله!!
__________________
(١) زاد المعاد في هدي خير العباد : ٦٦١.