وتوحيده والإيمان بألوهيّته وربوبيّته وبين عبادة الطاغوت والأنداد والأصنام والاعتقاد بمالكيّتها للرزق والمغفرة والشفاعة والنفع والضرّ.
فاستدلال الوهّابيّين بهذه الآيات ـ على حرمة نداء الأنبياء والأولياء والاستغاثة بهم ـ يدعو إلى الاستغراب والتعجّب ، نظراً لعدم علاقتها بهذه المسألة إطلاقاً.
وخلاصة ما ثبت ـ من خلال هذا البحث ـ : إنّ قولك «يا علي» مخاطباً خليفة رسول الله ـ أو «يا حسين» أو «يا زهراء» أو غير ذلك من أسماء أولياء الله الطاهرين لا إشكال فيه أبداً ، بل هو نوع من الاستغاثة بهم ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ فلو جازت الاستغاثة في حياتهم لجازت بعد رحيلهم ولا يتصور ، أن يكون عمل واحد نفس التوحيد في حال الحياة وعين الشرك بعد الممات ، وقد تقدّم منّا انّ الحياة والموت رمز الحدوث وعدمه ، لا التوحيد والشرك ، وعلى كلّ تقدير فالاستغاثة بعباد الله المخلَصين بغية دعائهم لرفع المحن والكرب محبوب مرغوبٌ فيه ، ويعود على الإنسان بالخلاص من الأزمات والفَرَج من الشدائد والنجاة من المهالك.