(وَقالُوا رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا). (١)
أضف إلى ذلك ما تواتر في الروايات من إطلاق السيّد على النبيّ والحسنين (٢) حيث لا يشكّ في صحّتها أحد.
وقد رثى أبو بكر النبيّ الأعظم بأبيات أوّلها :
يا عين فابكي ولا تسأمي |
|
وحقّ البكاءُ على السيّد |
على خير خندق عند البلا |
|
أأمسى يغيب في الملحد (٣) |
نعم أورد السيوطي في الجامع الصغير عن الديلمي في مسند الفردوسي عن عليّ «السيّد الله».
كما أورد العزيزي في شرح الجامع الصغير عن مسند أبي داود أنّه جاء وفد بني عامر إلى النبيّ فقالوا : أنت سيّدنا ، فقال : السيّد الله.
فلو صحّ الحديثان فيجب أن يحملا على المعنى الحقيقي للسيادة ـ أعني : المالك والخالق ـ فإنّ السيادة بهذا المعنى تختصّ بالله سبحانه.
كيف وقد أطلق رسول الله كلمة السيّد على سعد بن معاذ ـ رضي الله عنه ـ روى الطبري : لمّا طلع سعد قال رسول الله : قوموا إلى سيّدكم. (٤)
فهذه المناهي الواردة حول كلمة السيّد محمولة على إرادة المعنى الذي ينافي إخلاص العبادة وتوحيد الله.
__________________
(١) الأحزاب : ٦٧.
(٢) المقصود «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة».
(٣) الطبقات الكبرى لابن سعد : ٢ / ٣١٩ ، والهمزة الأُولى في البيت الثاني جزء من كلمة البلاء ، وإنّما يتلفّظ بها في المصرع الثاني ، ويسمى هذا القسم في علم العروض بالشعر المدوّر ، باعتبار امتزاج الصدر بالعجز
(٤) تاريخ الطبري : ٢ / ٢٤٩.