* جَاؤُا بضَيْحٍ هَلْ رَأَيْتَ الذِّئْبَ قَطُّ*
الضَّيْحُ والضَّيَاحُ ـ اللَّبَنُ الكثيرُ الماء وأبو جَعَادَةَ أيضا الذِّئبُ قال الشاعر
فقلتُ له أبا جَعَادةَ انْ تَمُتْ |
|
يَمُتْ سَيِّئُ الاخْلَاقِ لا يُتَقَبّلُ |
وأبو جَعْدةَ أيضا ضَرْبٌ من الدَّبْرِ وكذلك أبو تُرابةَ وأبو ذُؤالةَ ـ الذِّئْبُ وذُؤَالةُ اسْمُه مأخوذٌ من الذَّأَلَانِ ـ وهو المشىُ الخفيفُ وقد ذَأَل يَذْأَلُ قال الشاعر
لِى كُلَّ يومٍ منْ ذُؤالَهْ |
|
ضِغْثٌ يَزِيدُ على إِبَالَهْ |
وقد أبنت ذلك في كتاب الذئاب وأبو قَيْسٍ ـ كنيةُ القِرْدِ وذكر أن يزيدَ بن معاويةَ كانَ له قِرْد يَلْعَبُ به فلامه الناسُ على اتخاذه فأَمَر به فشُدَّ على أَتانٍ وَحْشِيَّةِ ثم أُطْلِقتْ وأَمَرَ أن تَطْلُبَه الخيلُ فركض الخيل وتَنادَتِ الفُرْسانُ في طَلَبه وقال يزيد
تَمَسَّكْ أبا قَيْسٍ عَلَى أَرْحَبِيَّةٍ |
|
فليسَ عَلَيْنَا انْ هَلَكَتْ ضَمَانُ |
فقلتُ مَنِ الشخصُ الذى سَبَقَتْ بِه |
|
جِيَادَ أميرِ المؤمِنينَ أَتانُ |
فَنَجَا ولم يُدْرَكْ وأهل اليمن يَدْعُونَ الدُّبْسِىَّ أبا قَيْسٍ والثعلب يكنى أبا الحُصَيْنِ وأبا الحِصْنِ وأبا الحِنْبِصِ وأبا الهِجْرِسِ وقد كَنَّوُا الرجلَ أبَا الهِجْرسِ وقد تقدم أن الهِجْرِسَ الثعلبُ قال الراجز
* فَهِجْرِسٌ مَسْكَنُه الفَذَافِدُ*
والضَّبُّ يُكَنَّى أبا الحِسْلِ وأبا الحُسَيْلِ والحِسْلُ ـ وَلَدُ الضَّبِّ وقد قَدَّمْتُ وَجْهَ الاختلاف فى أسنان أولاد الضِّبَابِ وأسمائِها والشَّرْخُ ـ نِتاجُ المالِ في العامِ مَرَّةً والفَحْلُ أبو شَرْخَيْنِ (١) اذا ضَرَبَ في النُّوقِ مَرَّتَيْنِ قال الشاعر
سِبَحْلاً أبا شَرْخَيْنِ أحْيَا بَناتِه |
|
مَقالِيتُها فَهْىَ اللُّبابُ الحَبَائِسُ |
* ابن السكيت* يقال للَابْيَضِ أبو الجَونِ وللَاسْوَدِ أبو البَيْضاء والجَوْنُ من الأَضْداد وسيأتى ذكرُه في صِنْفِ الاضَّداد من هذا الكتاب والنَّمِرُ يكنى أبا الجَوْنِ لما فيه من السَّواد قال الشاعر يذكر نَمِرًا أَلِفَهُ في سفره وكان يَرِدُ معه ويأْوِى حيثُ يَأْوِى فقال
ولِى صاحِبٌ في الْغَارِ هَدَّكَ صاحِبا |
|
أبو الجَوْنِ الا أنه لا يُعَلَّلُ |
وقال بعضُ أهل العربية يقال للرَّبِيلِ حَفْصٌ ولِوَلَدِ الاسَدِ حَفْصٌ والاسدُ يكنى أبا حَفْصٍ وأبو البَطِينِ ـ فَرَسٌ من خيل العرب دُعِىَ بذلك لانه كان بَطِينًا وليس بأبى البَطِينِ الفَرَسِ
__________________
(١) قلت لقد أخبر على بن سيده في تفسيره أبا شرخين بغير الحق الواقع في نفس الامر بقوله والفحل أبو شرخين اذا ضرب في النوق مرتين والصواب وهو الحق اليقين أن معنى أبى شرخين أبو نتاجين لان الشرخين نتاجان نتجافى عامين تباعا ولان الفحل قد يضرب في النوق مرارا ولا ينتج له وكتبه محققه محمد محمود لطف الله تعالى به آمين