والجمع* قال سيبويه* اذا جمعت اسما مضافا الى شئ وكان الذى أضيف اليه كل واحد منهما غير الذى أضيف اليه الآخر فلا خلاف في جمع الاول والثانى كرجال جماعة لكل واحد منهم ابن يقال له زيد فجمعهم هؤلاء آباء الزيدين لا خلاف في ذلك بين النحويين واذا كان الذى أضيف اليه كل واحد منهم هو الذى أضيف اليه الآخر فلا خلاف أيضا فى توحيده كقولنا عبد الله وعبيد الله وعباد الله فقد ظهر الآن الاختيار عند سيبويه أن يوحد الاسم المضاف من الكنية ولا يثنى ولا يجمع فتقول في أبى زيد هؤلاء آباء زيد وذكر أنه قول يونس وأنه أحسن من آباء الزيدين وهذا يدل على أن آباء الزيدين قول قد قيل وذكر قوم من النحويين هذا القول أعنى آباء الزيدين ونسبوه الى يونس والذى حكى سيبويه عنه ما ذكرنا وانما اختار سيبويه توحيد الاسم المضاف اليه لانه ليس لشئ بعينه مجموع وذكر أن هذا مثل قولهم بناتُ اللَّبُون لانهم أرادوا به السِّنَّ المضافة الى هذه الصفة وكذلك ابنا عَمٍّ وبنوعَمٍّ وابْنا خالةٍ وبَنُو خالةٍ كانه قال هما ابنا هذا الاسم تُضِيفُ كُلَّ واحد منهما الى هذه القرابة وكذلك آباء زيد كانه آباء هذا الاسم ذكر السيرافى من أسماء الضبع أمَّ رَسْمٍ وأمَّ نَوْفَلٍ ومن كُنَى الذئبِ أبو عَسَلةَ وأبو ثُمامة وأبو بَصِير ـ الاعْمَى وابْنُ عَجْلَانَ ـ طائر أسود أبيضُ أَصْلِ الذَّنَبِ مِنْ تَحْتِه وربما كان أَحْمَر* السيرافى* يقال للمعَزِ بناتُ ثَغْوَةَ وللضأنِ بناتُ خُورِيَا* وأنا أذكر الآن أَمْرَ ما كان من الاب والام والابن والبنت جِنْسًا وأُرِى مَرْتَبتَه في باب المعرفة ليكون هذا الصنف من كتابنا أعنى صِنْفَ الآباء والامهات والابناء فائقا في كل ما صنف في هذا المعنى فأقول ان هذه الاسماءَ الجِنْسِيَّةَ كانت كُنًى أو أسماء كابن بَرِيح وأبى الحارِث وأُمِّ عَنْثَلٍ وأُمِّ عامِر وأبى الحُصَيْنِ وثُعَالة وسَمْسَم معارفُ وانما يضطرّ الى ذكر الاسماء ههنا من قِبَلِ كُناها والا فغَرضنا الكُنَى والحَيِّزانِ مُتقاربانِ مُتجانسانِ فلذلك أذكرهما معا فأقول ان هذه الاسماء معارفُ كزيد وعمرو وهِنْدٍ ودَعْدٍ الا أن اسم زيد وهند يختص شخصا بعينه دون غيره من الاشخاص وأسماء الاجناس يختص كُلُّ اسم منها جنسا كل شخص من الجنس يقع عليه الاسم الواقع على الجنس ومثال ذلك ان زيدا وطلحة في أسماء الناس لا تُوقِعُه على كل واحد من الناس وإنما توقعه على الشخص الذى يسمى به لا يتجاوزه واسامة وأبو الحارث على من حُدِّثَ عنه من الاسد وكذلك سائر الكُنَى والاسماء الجنسية والفرق بينهما أن الناس تقع أسماؤهم