* باعَدَ أُمَّ العَمْرِ مِنْ أَسِيرِها*
وأنشد
ومِن جَنَى الأَرضِ ما تَأْتِى الرِّعاءُ بِه |
|
من ابْنِ أَوْبَرَ والمَغْرُودِ والفِقَعَهْ |
فحمل المَغْرود والفِقَعَةَ على ابن أَوْبَرَ حين رآه معرفةً ولو كان ابنُ أوْبَر نَكِرةً لَحَمَلَهُ على المَغْرُودِ والفِقَعَة بادخال الالف واللام فقال من ابْنِ الآوْبَرِ على تخفيف الهمز ولما فَضَّل أبو على الفارسىُّ مذهبَ أبى الحسن من أن الالف واللام زائدةٌ في قولهم ما يَحْسُنُ بالرجلِ مِثْلِك أن يفعل كذا وكذا على مذهب الخليل وسيبويه من أن الالف واللام متوهمة في مثلك ذهابا منه الى تفضيل الدلالة الحسية على الدلالة الاستنباطية فقال فلا يُوحِشَنَّكَ زيادةُ الالف واللام فقد أخذ به الخليلُ وسيبويه في قولهم مررت بهم الجماءَ الغَفِيرَ وأنشد مُؤْنسًا بدخول الالف واللام زائدتين
* ولقد نَهَيْتُك عن بناتِ الاوْبَرِ*
قال ورُوِىَ لى عن أحمد بن يحيى أنه أنشد
* يا لَيْتَ أُمَّ العَمْرِ كانتْ صَاحِبى*
وهذا من أَدَقِّ الفوائد في هذا الباب وألطفِها فافْهَمْه وقِفْ عليه فاما ما حكاه سيبويه من قولهم هذا ابن عِرْسٍ مُقْبِلٌ فقد يكون على التنكير بعد التعريف كما تقول هذا زيد مُقْبِلٌ وأنت تريد زيدا من الزيدين وقد يكون على استئناف الخبر وقد يكون على قولهم هذا حُلْوٌ حامِضٌ ولم يذكر سيبويه هذا الوجه هنا قال ابنُ أَفْعَلَ نكرةٌ اذا كان ليس باسم لشئ يعنى ابْنُ أَفْعَلَ وان كان لا ينصرف فهو نكرة اذا لم يجعل علما لشئ كابن أَحْقَب وقد قدمت أنه الحِمَارُ وهو نكرة وقد يدخل الالف واللام عليه فيصير معرفة كقولك مررت بابنِ الاحْقَبِ وقال ناسٌ كُلُّ ابْنِ أَفْعَلَ فهو معرفة لا ينصرف فقال سيبويه هذا خطأ لان أَفْعَلَ لا ينصرف وهو نكرة ألا ترى أنك تقول هذا أَحْمَرُ قُمُدٌّ فترفعه اذا جعلته صفةً للاحمر فلو كان معرفة كان نصبا فالمضاف اليه بمنزلته وأنشد
كأَنَّا على أولادِ أَحْقَبَ لاحَهَا |
|
ورَمْىُ السَّفا أَنْفاسها بسَهامِ |
جَنَوبٌ ذَوَتْ عنها التَّنَاهِى وأنْزَلَتْ |
|
بها يَوْمَ ذَبَّابِ السَّبِيبِ صِيامِ |
الشاهد من البيتين أن صيام الذى في آخر البيت الثانى صفة لاولادها فأولادُ أَحْقَبَ