وكان يرى الغريب من المحدّثين ، فيكرمه إكراما يتعجّب منه الخاصّ والعامّ (١).
وقال لي مرّة : هذا الشّأن شأن من ليس له شأن سوى هذا الشّأن (٢). يعني طلب الحديث.
وسمعته يقول : تركت الحيريّ لله ، يعني القاضي أبا بكر أحمد بن الحسن صاحب الأصمّ (٣).
قال : وإنّما تركه لأنّه سمع منه شيئا يخالف السّنّة (٤).
وقال : أبو عبد الله الحسين بن عليّ الكتبيّ في «تاريخه» : خرّج شيخ الإسلام لجماعة (٥) الفوائد بخطّه ، إلى أن ذهب بصره ، فلمّا ذهب بصره أمر واحدا بأن يكتب لهم ما يخرّج ، ثمّ يصحّح عليه. وكان يخرّج لهم متبرّعا لحبّه للحديث. وقد تواضع بأن خرّج لي فوائد. ولم يبق أحد خرّج له سواي (٦).
وقال الحافظ محمد بن طاهر : سمعت أبا إسماعيل الأنصاريّ يقول : إذا ذكرت التّفسير ، فإنّما أذكره من مائة وسبعة تفاسير (٧).
وسمعت أبا إسماعيل ينشد على المنير :
أنا حنبليّ ما حييت ، وإن أمت |
|
فوصيّتي للنّاس أن يتحنبلوا (٨) |
وسمعت أبا إسماعيل يقول : لمّا قصدت الشّيخ أبا الحسن الحرقانيّ (٩) الصّوفيّ ، وعزمت على الرجوع ، وقع في نفسي أن أقصد أبا حاتم بن حاموش الحافظ بالرّيّ وألتقي به ـ وكان مقدّم أهل السّنّة بالرّيّ ، وذلك أنّ السّلطان
__________________
(١) ذيل طبقات الحنابلة ١ / ٦٠.
(٢) التقييد ٣٢٤.
(٣) قال عبد الغافر الفارسيّ في ترجمته : «ورأى القاضي أبا بكر الحيريّ ولم يسمع منه بسبب بدر منه في مجلسه». (المنتخب من السياق ٢٨٥).
(٤) انظر : تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٨٦ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٠٦.
(٥) في الأصل : «بجماعة».
(٦) انظر : تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٨٦ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٠٦.
(٧) الذيل على طبقات الحنابلة ١ / ٥٨.
(٨) الذيل على طبقات الحنابلة ١ / ٥٣.
(٩) تحرّف في : الذيل ١ / ٥١ إلى «الجركاني».