جمع أبي بكر للقرآن
ثمّ انه بعد ذلك تصدى أبو بكر إلى جمع القرآن بعد سنتين من خلافته فيكون جمعه للقرآن بعد جمع الإمام علي له لأن الراوية المتقدمة قد دلت على جمع الإمام علي عليهالسلام له بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بلا فصل والرواية التي دلت على جمع أبي بكر له قد دلت على أن أبا بكر قد جمعه بعد واقعة اليمامة بين المسلمين وبين أهل الردة من أتباع مسيلمة الكذاب التي استشهد فيها من حفظة القرآن سبعون من الصحابة سنة اثنتي عشرة للهجرة ففي صحيح البخاري ما حاصله أن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال : ارسل عليّ أبو بكر عند مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده قال أبو بكر ان عمر أتاني فقال : ان القتل قد استحر (أي اشتد) يوم اليمامة بقراء القرآن ، وإني أخشى أن يستمر القتل بالقراء بالمواطن الأخرى فيذهب كثير من القرآن وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن قلت لعمر : كيف تفعل ما لم يفعله رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال عمر : هو والله خير فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي هو رأي عمر. قال زيد : قال أبو بكر : انك رجل شاب عاقل لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فتتبع القرآن فتجمعه. قال زيد فوالله لو كلفوني نقل جبل من