جمع عثمان للمصحف
ثمّ أنه بعد انتهاء غزو أرمينية وآذربيجان توجه حذيفة اليماني القائد المشهور للمدينة محذراً عثمان من اختلاف القراء في قراءة القرآن ، فان أهل الكوفة يقرءون بقراءة ابن مسعود وأهل البصرة يقرءون بقراءة أبي موسى وأهل الشام ودمشق يقرءون بقراءة أبي بن كعب وأهل حمص يقرءون بقراءة المقداد بن الأسود. وطلب منه توحيد القراءة ، وبعد مشاورة عثمان لبعض أصحاب الرسول في ذلك عزم عثمان على تنفيذ فكرة حذيفة فأرسل عثمان إلى حفصة بنت عمر أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثمّ نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت المدني وثلاثةٌ من قريش عبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن يكتبوها من صحف حفصة التي جعلت لهم أصلاً ، وقال عثمان : إذا اختلفتم انتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فانه إنما نزل بلسان قريش ففعلوا حتى إذا تم نسخ الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.