الذي جمعه هو القرآن الذي كان عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الموجود في الرقاع التي كانت في بيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وكانت منتشرة فجمعها علي عليهالسلام وكتبها في كتاب خاص ولم يجمع عليهالسلام القرآن كما جمعه الغير من صدور حفظة القرآن ولا مما في أيدي المسلمين من العسب (جمع عسيب) وهو جريد النخل حيث كانوا يكشفون الخوص ويكتبون في الطرف العريض ولا من (الأكتاف) (جمع كتف) وهو عظم البعير أو الشاة يكتبون عليه بعد أن يجف ولا من (الأقتاب) (جمع قتب) وهو الخشب الذي يوضع على ظهر البعير ليركب عليه ولا من (قطع الأديم) وهو الجلد ، فعلي عليهالسلام لم يجمع القرآن من هذه الأشياء وإنما جمعه وكتبه مما هو موجود عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من الرقاع.
جمع الإمام علي عليهالسلام للقرآن حسب التنزيل
وأما ما في إرشاد الساري ج ٧ ص ٤٥٩ وما حكي عن عمدة القاري للعيني ج ٩ ص ٣٠٤ وعن فتح الباري ج ٩ ص ٤٣ من جمع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام لكتاب الله على حسب النزول لعل المراد به هو جمع القرآن مع التعليق على آياته الكريمة وبيان وقت نزولها وفيمن نزلت وإلا فعلي لا يعقل أن يغير كيفية الجمع التي صنعها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.