بضرورة تدوين السنة التي هي المصدر الثاني للفقه على نطاق واسع وكان مبدأ الأمر هو محاولة عمر بن عبد العزيز جمع الحديث في أوائل القرن الثاني للهجرة المصادف للقرن الثامن للميلاد فكتب إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قاضي المدينة المنورة وواليها وإلى باقي عماله في الأمصار يأمرهم تدوين أحاديث الرسول ولكن عمر بن عبد العزيز قد عاجله الأجل قبل إتمام جمعها من قبل عامله ابن حزم بيد انه قد حقق أمله في زمن حياته محمد بن مسلم الزهري المدني التابعي المتوفي سنة ١٢٤ ه فقد دوّن لعمر بن عبد العزيز كتاباً في ذلك وأخذ عمر يبعث إلى مصر دفتراً من دفاتر هذا الكتاب وكان الزهري يفتخر ويقول (لم يدون هذا العلم أحد قبل تدويني) ويحكى أن الزهري قد أملى على بعض ولد هشام بن عبد الملك أربعمائة حديث وانها كانت مكتوبة لديه وكان يطوف على العلماء ويكتب كل ما سمعه منهم وقالت له امرأته إن هذه الكتب اشد علي من ثلاث ضرائر.
أول من دوّن السنة وأول من صنفها وبوبها
وقد روى الرواة أن أول من دوّن العلم هو محمد الزهري المذكور وإن أول من صنف وبوب سعيد بن