وقد ظهرت العلوم العقلية في هذا الدور الرابع واتسع افقها وانتشرت كتبها وكان من اشهر المتكلمين فيها عمرو بن عبيد المتوفى سنة ١٤٢ ه وأبو الهذيل العلاف المتوفى سنة ٢٣٥ ه وعمرو الجاحظ المتوفى سنة ٢٥٥ ه. فان الفلسفة اليونانية وغيرها قد دخلت البلاد الإسلامية بعد قرنين إلا انه قد أوضح المسلمون مسائلها وأضافوا إليها الشيء الكثير وأخرجوها بهذه الحلة الجميلة بعد أن هذبوها ونقحوها وناقشوا ما كان مخالفاً للعقيدة الدينية والآيات القرآنية فظهرت خالصة من الآراء الالحادية والخرافات التقليدية وأزالوا عنها الحجب والغموض وفتحوا باب المناقشات والمباحث فيها واعطوا للعقل حرية الفكر وأضافوا اليها مباحث قيمة كمبحث