الجبال ما كان أثقل عليّ مما أمرني به من جمع القرآن. قلت كيف تفعلون شيئاً لم يفعله رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : هو والله خير قال زيد : فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ) حتى خاتمة البراءة. فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ، ثمّ عند عمر مدة حياته ثمّ عند حفصة بنت عمر. وعلى هذه الرواية فيكون قد تم جمع القرآن كله خلال سنة واحدة لأن بين واقعة اليمامة المذكورة وبين وفاة أبي بكر سنة واحدة مع أن الجمع قد كان من العسب واللخاف وصدور الرجال.
تسمية القرآن بالمصحف
وعن الإتقان أنه قد اخرج ابن أشتة في كتاب المصاحف من طريق موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال : لما جمعوا القرآن فكتبوه على الورق قال أبو بكر : التمسوا له اسماً فقال بعضهم : السفر قال : ذلك اسم تسميه اليهود فكرهوا ذلك وقال بعضهم : المصحف فان الحبشة يسمون مثله (المصحف) فاجتمع رايهم على أن يسموه المصحف.