قال ابن ناصر : وقرأت هذا الكتاب مراراً على الشيخ الصالح ؛ أبي غالب محمّد بن الحسن بن عليّ البصريّ الماورديّ.
قالا : أنا أبو عليّ عليّ بن أحمد بن علي التستريّ قال : أنا أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشميّ ، أنا أبو عليّ محمّد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤيّ ، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق السجستانيّ قال : حدثنا محمّد بن عوف ، حدثنا المقرئ ، حدثنا حَيْوة ، عن أبي صخر حُمَيْد بن زياد ، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ، عن أبي هريرة ... فذكره بلفظه.
وهذا إسناد صحيح ؛ فإنّ محمّد بن عوف ـ شيخ أبي داود : ـ جليل حافظ لا يسأل عنه ، وقد رواه معه عن المقرئ عبّاس بن عبد الله الترقفيّ ، رواه من جهته أبو بكر البيهقيّ (١).
والمقرىء ، وحَيْوة ، ويزيد بن عبد الله بن قسيط : متّفق عليهم.
وحُمَيْد بن زياد : روى له مسلم ، وقال أحمد : ليس به بأس ، وكذلك قال أبو حاتم ، وقال يحيى بن معين : ثقة ليس به بأس.
وروي عن ابن معين فيه رواية : أنّه ضعيف.
ورواية التوثيق ترجّح عليها ؛ لموافقتها أحمد ، وأبا حاتم ، وغيرهما.
وقال ابن عديّ : هو عندي صالح الحديث ، وإنّما أنكرت عليه حديثين : «المؤمن يألف» وفي القدريّة ، وسائر حديثه أرجو أن يكون مستقيماً (٢).
وأمّا قول الشيخ زكيّ الدين فيه : إنّه أنكر عليه شيئاً من حديثه ، فقد بيّنا عن ابن عديّ تعيين ما أنكر عليه ، وليس منه هذا الحديث ، وبمقتضى هذا يكون هذا
__________________
(١) السنن الكبرى للبيهقي (٥ / ٢٤٥) كتاب الحج ، باب زيارة قبر النبي صلىاللهعليهوآله.
(٢) الكامل لابن عدي (٢ / ٦٨٤) ترجمة حميد بن زياد ، والجرح والتعديل للرازي (٣ / ٢٢٢).