الطيالسيّ ، حدثنا الأسود بن شيبان ، عن بحر بن مرّار (١) عن أبي بكرة قال : بينما أنا أمشي مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ومعي رجل ، ورسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يمشي بيننا ، إذ أتى على قبرين ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ صاحبي هذين القبرين ليعذّبان الآن في قبورهما ، فأيّكما يأتيني من هذا النخل بعسيب؟».
فاستبقت أنا وصاحبي فسبقته ، وكسرت من النخل عسيباً ، فأتيت به النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فشقّه نصفين من أعلاه ، فوضع على أحدهما نصفاً ، وعلى الآخر نصفاً وقال : «إنّه يهوّن عليهما ما دام فيهما من بلولتهما شيء ، إنّهما يعذّبان في الغيبة والبول» (٢).
قال الطيالسيّ : وروى هذا الحديث مسلم بن إبراهيم ، عن الأسود ، عن مجزأة ، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة.
هكذا نقلته من مسند أبي داود الطيالسيّ (٣) التي هي أصل سماعي ، وهي بخطّ ابن خليل ، وأصل الحديث ثابت في «الصحيحين» (٤).
وفي هذه الرواية النصّ على أنّ العذاب الآن ، وأنّه في القبور.
وخرّج البخاريّ ومسلم عن البراء بن عازب : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «المسلم إذا سئل في القبر يشهد أن لا إله إلّا الله ، وأنّ محمّداً رسول الله ، فذلك قوله تعالى : (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي
__________________
(١) في (ه) : البكراويّ.
(٢) البخاري ، مسلم.
(٣) مسند الطيالسي
(٤) صحيح البخاري (١ / ٦١) و (٢ / ٩٩) و (٢ / ١٠٣) باب عذاب القبر من الغيبة والبول و (٧ / ٨٦) ، صحيح مسلم (١ / ١٦٦) ، مسند أحمد (١ / ٢٢٥) و (٥ / ٣٥ و ٣٩ و ٢٦٦) ، وسنن الدارقطني (١ / ١٨٨) ، وسنن ابن ماجة (١ / ١٢٥) والسنن الكبرى للبيهقي (٢ / ٤١٢).