حجّيّة الإجماع
والعنوان في هذا البحث أنّ الإجماع المنقول بالخبر الواحد حجّة أم لا؟
وبالمناسبة وقع البحث في ملاك حجّية الإجماع المحصّل ، ولكن لا بدّ لنا قبل ذلك من ذكر مقدّمة ، وهي : أنّ الإجماع بما هو إجماع لا حجّية له عند الإماميّة ما لم يكشف عن قول المعصوم عليهالسلام ، فالحجّة عندهم في الحقيقة هو المنكشف بالإجماع ، فيدخل حينئذ في السنّة ، ولا يكون دليلا مستقلّا في مقابلها ، وأمّا جعله أحد الأدلّة الأربعة فليس إلّا من باب المماشاة للعامّة ، حيث إنّهم يقولون بحجّية الإجماع بما هو إجماع.
واستدلّوا لذلك بأحاديث رووها عن النبيّ صلىاللهعليهوآله مضمونها : «لا تجتمع امّتي على خطأ» (١) ، فإنّها شهادة منه صلىاللهعليهوآله بعصمة مجموع الامّة ، فيكون الإجماع حجّة.
وجوابه : على فرض صحّتها سندا أنّ لمثل هذه الرواية عنوان الخبريّة من ناحية رسول الله صلىاللهعليهوآله بعصمة اتّفاق مجموع الامّة من الضلالة ، ولكنّه لا يثبت بالخبر الواحد ؛ لكونه حجّة في الأحكام الشرعيّة ، وأمّا شمول أدلّة حجّية الخبر الواحد للموضوعات الخارجيّة فهو محلّ بحث وتأمّل.
__________________
(١) تأويل مختلف الحديث (ابن قتيبة) : ٢٥.