المطلب الأوّل : في الأقلّ والأكثر الذي يكون من قبيل الكلّ والجزء
وهو معركة للآراء ، فمن قائل بجريان البراءة فيه مطلقا ، ومن قائل بعدم جريانها مطلقا ، ومن قائل بالتفصيل بين البراءة الشرعيّة والعقليّة بجريان الاولى دون الثانية ، كما اختاره المحقّق الخراساني رحمهالله (١) وتبعه بعض أجلّاء تلامذته (٢) ، ومقتضى التحقيق هو الوجه الأوّل.
في جريان البراءة العقليّة
وتنقيحه يتمّ برسم امور :
الأوّل : أنّ المركّبات الاعتباريّة في عالم الاعتبار واللحاظ تكون كالمركّبات الخارجيّة الحقيقيّة في الخارج ، فكما أنّ التركيب الحقيقي إنّما يحصل بالكسر والانكسار الحاصل بين الأجزاء بحيث صار موجبا لانخلاع صورة كلّ واحد منها وحصول صورة اخرى للمجموع ، كذلك المركّب الاعتباري في عالم الاعتبار لا يكون ملحوظا إلّا شيئا واحدا وأمرا فاردا تكون له صورة واحدة اعتبارا ، فكأنّه لا يكون له إلّا وجود واحد هو وجود المجموع ، والأجزاء لا يكون لها وجود مستقلّ ، بل هي فانية في المركّب.
__________________
(١) كفاية الاصول ٢ : ٢٢٨.
(٢) فوائد الاصول ٤ : ١٦٣.