للتكليف المنجّز ، كما هو واضح.
وأما الصورة الثالثة فالظاهر ورود الشبهة فيها بناء على مبنى القوم ، وهي عبارة عمّا إذا كان الملاقي والملاقى معا طرفا للعلم الإجمالي ، وبيان ورود الشبهة : أنّ أصالتي الطهارة في الملاقى والطرف ساقطتان بالتعارض ، وفي الرتبة الثانية تسقط أصالتي الحلّيّة فيهما بضميمة أصالة الطهارة في الملاقي ، وفي الرتبة الثالثة نرى أصالة الحلّيّة في الملاقى بلا معارض ؛ لعدم وجود الطرف لها ، ولعدم وجود الأصل الحاكم عليها ، فيمكن الاستفادة منه في مقام الأكل والشرب لا في مقام التوضّي ؛ لعدم الطهارة المحرزة.
ولا بدّ لتكميل البحث من بيان الصورة الرابعة المذكورة في كلام صاحب الكفاية رحمهالله وهي : أنّه إذا علم بالملاقاة ثمّ حدث العلم الإجمالي ، ولكن كان الملاقى ـ بالفتح ـ خارجا عن محلّ الابتلاء في حال حدوثه ، وصار مبتلى به بعده ، وقال صاحب الكفاية رحمهالله بعدم لزوم الاجتناب عن الملاقى ؛ لفقدان شرط التأثير في التنجيز حين حدوث العلم ، فلزوم الاجتناب منحصر في الملاقي والطرف ، وهكذا فيما إذا علم أوّلا بنجاسة الملاقي ـ بالكسر ـ أو الطرف ، ثمّ حصل العلم بالملاقاة وبنجاسة الملاقى ـ بالفتح ـ أو الطرف.
وقد تقدّمت متابعتنا له رحمهالله في المورد الثاني ، وأمّا المورد الأوّل فالظاهر فيه وجوب الاجتناب عن الملاقى ـ بالفتح ـ أيضا ؛ لعدم اشتراط تأثير العلم الإجمالي في تنجيز التكليف بكون أطرافه موردا للابتلاء على ما هو التحقيق ؛ لأنّ ذلك مبني على انحلال الخطابات إلى الخطابات الشخصيّة ، وهو ممنوع عندنا.
وأمّا بناء على مسلك المتأخّرين من اشتراط تأثير العلم الإجمالي بعدم