المبحث الخامس
لغة التنزيل في سورة «الحديد» (١)
١ ـ قال تعالى : (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ) [الآية ١٣].
أقول : وقوله تعالى : (انْظُرُونا) أي : انتظرونا.
وهذا يعني أن الثلاثي «نظر» يعني انتظر ؛
ومنه قوله تعالى : (وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ) [البقرة : ٢٨٠].
وقولهم :
إن غدا لناظره قريب.
٢ ـ وقال تعالى : (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ) [الآية ١٦].
وقوله تعالى : (يَأْنِ) من أنى الأمر يأني إذا جاء إناه ، أي : وقته.
وهذا بمعنى مقلوبه «آن» ، أي «حان» ، وهذا القلب في الأفعال قد ورد في جملة مواد منها : رأى وراء ، وعثا وعاث.
٣ ـ وقال تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ) [الآية ٢٨].
وقوله تعالى : (كِفْلَيْنِ) أي نصيبين من رحمته لإيمانكم بمحمد (ص) وإيمانكم بمن قبله.
__________________
(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «من بديع لغة التنزيل» ، لإبراهيم السامرّائي ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، غير مؤرّخ.