المبحث السادس
المعاني اللغوية في سورة «القمر» (١)
قال : (خُشَّعاً) [الآية ٧] بالنصب على الحال ، أي يخرجون من الأجداث خشعا. وقرأ بعضهم (خاشعا) لأنها صفة مقدّمة فأجراها مجرى الفعل نظيرها : (خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ) [القلم : ٤٣] [والمعارج : ٤٤].
وقال تعالى : (فِي يَوْمِ نَحْسٍ) [الآية ١٩] قرئت : (يوم نحس) على الصفة.
وقال سبحانه : (أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ) [الآية ٢٤] بنصب البشر لما وقع عليه حرف الاستفهام ، وقد أسقط الفعل على شيء من سببه.
وقال تعالى : (ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (٤٨) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ) (٤٩) بجعل المس يذاق في جواز الكلام ، ويقال : «كيف وجدت طعم الضرب»؟ وهذا مجاز. وأما نصب «كلّ» ، ففي لغة من قال : «عبد الله ضربته» وهو في كلام العرب كثير. وقد رفعت «كلّ» في لغة من رفع ، ورفعت على وجه آخر.
وقال تعالى : (أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (٤٤) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) (٤٥) بجعل دبر واحد للجماعة في اللفظ. ومثل ذلك قوله جل جلاله : (لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ) [ابراهيم : ٤٣].
وقال تعالى : (وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ) (٥٣) بجعل الخبر واحدا على الكل.
__________________
(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «معاني القرآن» للأخفش ، تحقيق عبد الأمير محمد أمين الورد ، مكتبة النهضة العربية وعالم الكتاب ، بيروت ، غير مؤرّخ.