متفرّقة ؛ فمثلهم في ذلك كمثل أهل بدر من قبلهم ، حينما ذاقوا وبال أمرهم ، ولم يغن بعضهم عن بعض شيئا ، وكمثل الشيطان حينما يغوي الإنسان على الكفر ، ثم يتبرأ منه : (فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ خالِدَيْنِ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ) (١٧).
ثم أمر ، سبحانه ، المؤمنين بتقواه ، وأن ينظر كل واحد منهم ما قدّمه لغده ؛ ونهاهم أن يكونوا كأولئك المنافقين واليهود ، والذين نسوه فأنساهم أنفسهم. ثم يمضي السياق بعد ذلك إلى تعظيم شأن القرآن الذي ينزل بمثل هذه الآيات والمواعظ. فذكر تعالى أنه لو أنزله على جبل لتصدّع من خشية منزله ، وأتبع ذلك بشرح عظمته ، جلّت قدرته ، فذكر من صفاته ما ذكر ، إلى أن ختمها بقوله تعالى : (هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (٢٤).