وقد يجوز أن يكون معنى ذلك أنّهم لمّا زاغوا عن الحقّ خذلهم وأبعدهم وخلّاهم واختيارهم ، وأضاف ، سبحانه ، الفعل إلى نفسه من طريق الاتّساع ، لمّا كان وقوع الزّيغ منهم مقابلا لأمره لهم باتّباع الحقّ ، وسلوك الطريق النهج. كما قال تعالى : (فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي) [المؤمنون : ١١٠] أي وقع نسيانكم لذكري ، في مقابلة أمر أولئك العباد النّاصحين لكم بأن تسلكوا الطريق الأسلم ، وتتّبعوا الدين الأقوم.