دون الناس ، فلا يؤاخذهم كما يؤاخذ غيرهم ، فأمرهم إن كانوا صادقين في هذا أن يتمنّوا الموت ليثبتوا ما يزعمونه من حسن عاقبتهم ؛ وذكر أنّهم لا يتمنّونه أبدا لخوفهم من أعمالهم ، وأنّه لا بدّ من هذا الموت الذي يفرّون منه لينبئهم بما كانوا يعملون ؛ ثم أمر المنافقين ومن يتباطأ مثلهم عن العمل ، أن يسعوا إلى صلاة الجمعة عند النداء لها ، وأن يتركوا عند سماعهم نداءها ما يتعاطونه من البيع ، فإذا أدّوها خرجوا إلى ما كانوا عليه من أعمال الدنيا ؛ ثمّ ذمّ ما كان يحصل منهم من الخروج قبل أدائها ، عند حضور تجارة أو نحوها ، فقال تعالى : (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) (١١).