مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ) (٤٦) استعارة ، لأن المرارة لا يوصف بها إلا المذوقات والمتطعّمات ؛ ولكنّ الساعة لما كانت مكروهة عند مستحقّي العقاب ، حسن وصفها بما يوصف به الشيء المكروه المذاق.
ومن عادة من يلاقي ما يكرهه ، ويرى ما لا يحبّه ، أن يحدث ذلك تهيّجا في وجهه ، يدلّ على نفور جأشه ، وشدّة استيحاشه ، فكذلك هؤلاء إذا شاهدوا أمارات العذاب ، ونوازل العقاب ، ظهر في وجوههم ما يستدلّ به على فظاعة الحال عندهم ، وبلوغ مكروهها من قلوبهم ، فكانوا كلائك (١) المضغة المقرة (٢) ، وذائق الكأس الصّبرة ، في فرط التقطيب ، وشدة التهيج. وشاهد ذلك قوله سبحانه : (تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ) (١٠٤) [المؤمنون].
__________________
(١). اللائك : اسم فاعل من لاك يلوك أي مضغ.
(٢). المقرة على وزن فرحة : المرّة الطعم يقال : مقر الشيء مقرّا إذا صار مرّا.