صلصال ، والجانّ من نار ، وأنه ربّ المشرقين والمغربين ، وأنه مرج البحرين يلتقيان ، بينهما برزخ لا يبغيان ، ويخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ، وتجري فيهما السفن كالأعلام ؛ ثم ختم السياق بقوله تعالى : (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ (٢٦) وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) (٢٧) ليبين أن الإنسان يتمتّع بذلك الى أجل ، فلا يصح أن يغتر به وينسى ربّه ؛ ثمّ عدّد سبحانه نعمه ، فذكر أنه يسأله من في السماوات والأرض ، ما يحتاج إليه في دينه ودنياه كل يوم ، وأنه سيفرغ لهم ويحاسبهم على جحد هذه النعم ، فلا يمكنهم أن يفلتوا من حسابه ؛ وأنه سيرسل عليهم شواظا من نار ونحاس ، فلا يمنعهم منهما أحد ، وأن ذلك سيكون إذا انشقت السماء فكانت وردة كالدّهان ؛ ثم ذكر سبحانه ما يكون من حسابهم وعقابهم في ذلك اليوم ؛ وأعقبه جلّ شأنه بذكر ما أعدّه لمن خاف مقامه فلم يجحد ما أنعم به عليه ، ومضى السياق في تفصيل هذا إلى أن ختمه بقوله تعالى : (تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) (٧٨).