بما نعمله ؛ وأنّه ، جلّ جلاله ، خلق السماوات والأرض بالحقّ ، ولم يخلقهما عبثا ؛ وأنّه صوّرنا فأحسن صورنا وإليه مصيرنا ؛ وأنه يعلم ما نسرّ وما نعلن فيحاسبنا عليهما ؛ ثم ذكر ما أنزله من عذاب الدنيا بالكافرين السابقين وما أعدّه لهم من عذاب الاخرة ، ليكون في هذا نذير لهم ؛ وذكر أنّهم يزعمون أنّهم لن يبعثوا ، وردّ عليهم بأنّهم سيبعثون وسينبّأون بعملهم ؛ ثم أمرهم أن يؤمنوا به وبرسوله ؛ وحذّرهم اليوم الذي يجمعهم فيه وهو يوم التغابن ، لأنّ أهل الحقّ يغبنون فيه أهل الباطل ؛ وذكر أن من يؤمن به ويعمل صالحا يكفّر عنه سيّئاته ويدخله جنّاته ، ومن يكفر به يعذبه بناره ، وكل هذا بإذنه وتقديره ؛ ثمّ أمرهم ، بعد هذا ، أن يطيعوه ويطيعوا رسوله ، فإن أعرضوا عن طاعتهما فقد بلّغوا ما أمروا به ، وليس على النبي (ص) إلّا أن يبلّغهم ، ثمّ يتوكل بعد هذا عليه ، سبحانه ، هو ومن آمن به لينصرهم عليهم ؛ ثم ذكر لهم أنّ من أزواجهم وأولادهم عدوّا لهم ، وحذّرهم أن يؤثروهم على دينهم ؛ ثمّ أمرهم أن يتقوه ما استطاعوا ، وينفقوا في سبيله من أموالهم. ووعدهم بأن يضاعف لهم ما ينفقونه ويغفر لهم ، لأنّه شكور حليم : (عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (١٨).