الواسع الذي يقع فيه النفختان وما بعدهما.
فإن قيل : لم قال تعالى : (إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ) (٢٠)؟
قلنا : معناه تيقّنت ، والظّنّ يطلق بمعنى اليقين ، كما في قوله تعالى : (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ) (٤٦) [البقرة].
فإن قيل : لم قال تعالى في وصف أهل النار : (فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هاهُنا حَمِيمٌ (٣٥) وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ) (٣٦). وقال سبحانه في موضع آخر : (لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ) (٦) [الغاشية] ، وفي موضع آخر (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (٤٣) طَعامُ الْأَثِيمِ) (٤٤) [الدخان] ، وفي موضع آخر : (ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (٥١) لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (٥٢) فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ) (٥٣) [الواقعة] ، وفي موضع آخر : (أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ) [البقرة : ١٧٤]؟
قلنا : معناه إلّا من غسلين وما أشبهه ، أو وضع الغسلين موضع كل طعام مؤذ كريه. الثاني : أنّ العذاب ألوان والمعذّبون طبقات ؛ فمنهم أكلة الزّقّوم ، ومنهم أكلة الغسلين ، ومنهم أكلة الضّريع ، لكل باب منهم جزء مقسوم.
فإن قيل : لم قال تعالى : (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) (٤٠) يعني أن القرآن قول جبريل (ع) ، مع أنه قول الله تعالى لا قول جبريل؟
قلنا : معناه عند الأكثرين أن المراد به النبي (ص) ، والمعنى أنه يقوله ويتكلم به ، على وجه الرسالة من عند الله ، لا من تلقاء نفسه ، كما تزعمون.
فإن قيل : لم قال تعالى : (فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ) (٤٧) أخبر عن الفرد بالجمع؟
قلنا : قد سبق مثل هذا السؤال وجوابه في آخر سورة البقرة.