المصلّون الذين هم على صلاتهم دائمون ، إلى غير هذا ممّا ذكره من صفاتهم ، وقد ختمها تعالى بقوله : (أُولئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ) (٣٥). ثم وبّخ الكافرين على إقبالهم مسرعين نحو النبيّ (ص) يسألونه ذلك السؤال على سبيل الاستهزاء ؛ كأنّ كلّ واحد منهم ، يطمع أن يدخل جنة نعيم ، ولا يكون جزاؤه ذلك العذاب ؛ ثم ردعهم عن ذلك الطمع الكاذب ، وذكر سبحانه أنه خلقهم من نطفة لا حياة فيها ، فهو قادر على بعثهم وعذابهم ، وعلى أن يبدّل خيرا منهم ؛ ثم أمر النبي (ص) أن يتركهم في لهوهم حتى يأتي ما يوعدون به ، فيخرجوا من أجداثهم (يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (٤٣) خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ) (٤٤).