الجموع المتعاظلة ، والأحزاب المتآلفة.
وقال بعض أهل التأويل : المراد بذلك أن النبي (ص) ، لمّا صلّى الصبح ببطن نخلة منصرفا من حنين ، وقد حضره الوفد من الجن ، وخبرهم مشهور ، كادوا يركبون منكبه ، ويطئون أثوابه ، لمّا سمعوا قراءته ، استحسانا لها ، وارتياحا إليها ، وتعجّبا منها.
روي عن ابن عباس في هذا المعنى ، وهو أغرب الأقوال ، أنّ هذا الكلام من صلة كلام الجن لقومهم ، لما رجعوا إليهم ؛ (فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً) كما ورد في التنزيل ؛ وذلك أن النبي (ص) ، لما قام ببطن نخلة يصلي بأصحابه ، عجب الجن الحاضرون من طواعيتهم له ، في الركوع والسجود والقيام والقعود ؛ فلما رجعوا إلى قومهم ، قالوا في جملة ما قصّوه عليهم : وأنّه لما قام عبد الله يدعوه ، أي يصلي له ، كادوا يكونون عليه لبدا. أي كاد أصحابه يركبونه تزاحما عليه ، وتدانيا إليه ، واحتذاء لمثاله ، واستماعا لمقاله.