وأجاب عن هذا بأنه إذا جاءت علامات هذا اليوم يتمنّون أن يفرّوا منه ولا مفرّ ، وبأنه لا بد من مصيرهم إليه ، لينبئ كل واحد بما قدّم وأخّر ؛ وتبصر كل نفس عملها في كتابها ، فلا تقبل معذرة عنه. ثم ذكر ، سبحانه ، ما يكون من نهي الإنسان عن التعجل في قراءة كتابه قبل أن تجمع فيه أعماله ؛ وأمره أن ينتظر حتى يقرأ عليه ، ثم يتبعه بالإقرار به. وذكر أن هذا التعجّل ناشئ من حبهم العاجلة ونسيانهم الاخرة ؛ وأنه ، بعد عرض الأعمال ، تكون وجوه أصحاب الحسنات ناضرة ، وتكون وجوه أصحاب السّيئات باسرة. ثم ختم السورة بأنه لا بدّ ، بعد موتهم ، من أن يساقوا إليه وليس معهم صدقة ولا صلاة ، ولكن تكذيب وإعراض وكبر ؛ وذكر ، جلّ وعلا ، أن من هذا شأنه أولى له فأولى ، ثم أولى له فأولى ، وأنه يحسب أن يترك من غير بعث وحساب ، وقد كان نطفة ثم علقة ، فخلقه فسوّاه ، فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى : (أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى) (٤٠).