لمفهوم بسيط منتزع عن الذات بلحاظ تلبسها بالمبدإ ، فالذات والمبدأ غير مأخوذين في مدلول المشتق ، وإنما المأخوذ عنوان بسيط منتزع عن الذات بلحاظ قيام المبدأ بالذات بحيث يكون هذا العنوان نسبته إلى الذات نسبة العنوان الانتزاعي إلى منشأ انتزاعه ونسبته إلى المبدأ نسبة العنوان الانتزاعي إلى مصحّح الانتزاع ، ففي البين شيئان ، ذات ومبدأ ، وهذا المبدأ بضمه إلى الذات يصح أن ينتزع عنوان بسيط من الذات ، وهذا العنوان البسيط المتولد من الذات ببركة المبدأ هو مدلول «ضارب وعالم».
القول الثالث :
وهذا القول هو ظاهر المحقق (١) العراقي ، ومضمونه أن حال المشتق «عالم» هو حال المصدر ، فحيث أن المشهور ذهب إلى أن المصدر بمادته موضوع للحدث ، وبهيئته لنسبة ناقصة تقييدية ، فكذلك الوصف الاشتقاقي بمادته موضوع لذات الحدث وبهيئته موضوع لنسبة مغايرة للنسبة المأخوذة في هيئة المصدر حفاظا للفرق بين المشتق والمبدأ.
القول الرابع :
أن يقال بأن مدلول المشتق هو عبارة عن المركب الثلاثي الشامل للذات والمبدأ والنسبة القائمة بين الذات والمبدأ ، بحيث أن هذه العناصر الثلاثة بذاتها ونفسها هي المأخوذة في مدلول كلمة «عالم» ابتداء ، لا أن المأخوذ عنوان بسيط منتزع عن ذلك ، وهذا القول ، وهو القول بالتركيب ، اختاره ببعض معانيه المحقق الأصفهاني (٢) والسيد الأستاذ (٣).
__________________
(١) منهاج الأصول / الكرباسي : ج ١ ص ١٣٠ ـ ١٣١. بدائع الأفكار / الآملي : ج ١ ص ١٥٧ ـ ١٧٠ ـ ١٧١.
(٢) نهاية الدراية / الأصفهاني : ج ١ ص ١٠٠ ـ ١٠١.
(٣) محاضرات فياض / ج ١ ص ٢٩٧.