الانتزاعية ، لأن هذا العنوان البسيط المنتزع ، هو بنفسه حدث من الأحداث ومبدأ من المبادئ ، غايته أنه من المبادئ الانتزاعية ، فإن المبادئ بعضها مبادئ حقيقية وبعضها مبادئ انتزاعية ، إذن فيلزم من ذلك ، انتزاع العقل مفهوما ثالثا في طول ذلك من الذات. بلحاظ تلبسها بنفس هذا العنوان البسيط ، وأيضا ينتزع العقل مفهوما رابعا في طول ذلك ، وهكذا حتى يتسلسل الأمر الانتزاعي.
فإن قيل بأن التسلسل في الأمور الانتزاعية محال ، إذن فهذا تسلسل محال ، وأن قيل أنه ليس بمحال ، إذن فهو على كل حال خلاف الوجدان ، فهو قاض بأن العقل عاجز عن انتزاع مفاهيم إلى غير النهاية.
فهذا منبّه إلى ما هو الثابت وجدانا ، من أنه لا يوجد مفهوم بسيط انتزاعي في طول المركب الثلاثي ، وإنما توهّم ذلك باعتبار الألفاظ ، لأنه وجد لفظ «عالم» وراء لفظ «زيد» ولفظ «علم» فتخيّل أن لفظة «عالم» تدل على مفهوم في طول مفهوم «زيد» ومفهوم «العلم» ، بينما بقطع النظر عن الألفاظ والالتفات إلى المعاني ، لا يوجد إلّا المركب الثلاثي من ـ الذات والحدث والنسبة ـ ، وعلى هذا ، فإن قيل بأن المشتق موضوع للمركّب الثلاثي ، إذن فقد قال بالتركيب ، وإن قيل بإن المشتق موضوع للحدث فقط ، إذن فهذا رجوع إلى كلمات الميرزا ، إلى أن مفهوم المشتق والمصدر واحد سنخا.
ثانيا : إن إشكالات المحقق الشريف كما سوف تأتي ، لو كان لها محصّل وكانت تبرهن على عدم أخذ الذات في المشتق ، فهي تبرهن أيضا على عدم أخذ عنوان بسيط منتزع عن الذات ، لأن هذا العنوان البسيط المنتزع هو في طول الذات لا محالة ، ومتقوم بالذات من باب تقوم العنوان الانتزاعي بمنشإ انتزاعه ، فإذا كان هذا العنوان البسيط المنتزع عن الذات مقوما للمشتق ، فيلزم من ذلك مقوّمية الذات للمشتق بالتبع أيضا ، فترد إشكالات المحقق الشريف في المقام أيضا.
ثالثا : لو سلّم أن هذا العنوان البسيط المنتزع عن الذات بلحاظ تلبسها