كَتَبَ اللهُ لَهُ مِنَ الْاجْرِ مِثْلَ مَا يَكْتُبُ لَهُ لَوْ عَمِلَهُ ، انَّ اللهَ وَاسِعٌ كَرِيمٌ» (١).
وأساساً فإنّ عزم الإنسان وهمّته بمقدار آماله الإيجابية ، فكلّما اتسعت دائرة هذه الآمال فإنّ عزمه وهمّته ستزداد أيضاً ، واللطيف انه يُستفاد من الروايات الإسلامية جيداً أنّ الله تعالى يُعطي الثواب للأشخاص المؤمنين بمقدار ما لديهم من الأمل والرجاء ، لأن ذلك من علامات قابلية الروح والجسم لأداء الأعمال الصالحة أكثر ، وحتّى انه يُستفاد من الروايات أنّ الإنسان إذا كان يرجو ويأمل أملاً جميلاً وايجابياً لغرض تحصيل رضا الله تعالى فإنه لا يرحل من هذه الدنيا إلّا ويوفّق لنيل هذا الأمل وتحقيقه كما ورد في الحديث الشريف عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «مَنْ تَمَنَّى شَيْئاً وَهُوَ للهِ عَزَّ وَجَلَّ رِضاً ، لَمْ يَخْرُجْ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يُعْطَاهُ» (٢).
وطبعاً يمكن أن تكون هناك بعض الموارد الّتي تستوجب المصلحة أن لا يصل الإنسان إلى ذلك الأمل ولا يناله ، لأنّه إذا حصل عليه فسوف تترتب على ذلك بعض الآثار السلبية من قبيل الغرور والغفلة والعشق للدنيا وأمثال ذلك ولذلك فإنّ الله تعالى بألطافه الخفية لا يوفقه للوصول إلى هذه الآمال والتمنيات.
ونختم هذا البحث بالإشارة إلى نكتة اخرَى ، وهي أنّ التمنيات الإيجابية تدعو الإنسان إلى بناء شخصيته وتتسبب في تكامله المعنوي والروحي ، لأنّه يعلم أنّ الشخصيات الكبيرة لن تبلغ هذا المبلغ من الكمال إلّا من خلال تهيئة أسباب الكمال هذا وكما يقول الشاعر :
اعَلِّلُ النّفس بالآمال ادركُهَا |
|
مَا اضْيَقَ الْعَيْشَ لَو لَا فُسحَةُ الْامَلِ |
__________________
١ ـ بحار الأنوار ، ج ٨ ، ص ٢٦١.
٢ ـ بحار الأنوار ، ج ٦٨ ، ص ٢٦١.