في كلٍّ منها ، فإنّ ذلك يقوده إلى انتخاب الأفضل منها من موقع الوضوح والاختيار الحرّ.
٢ ـ الآثار السلبية للتعصّب والعناد
إن الآثار السلبية والنتائج المخربة للتعصّب والاصرار في حركة حياة الإنسان المتعصّب تتجلّى في الكثير من الموارد :
١ ـ إن التعصّب يعني الإرتباط غير المنطقي بشخص معيّن أو عقيدة أو عادة أو عرف خاصّ كما سبقت الإشارة إليه ، وهذا من شأنه أن يُسدل حجاباً سميكاً على عقل الإنسان وبصيرته يمنعه عن إدراك الحقائق وجوانب الخير والشرّ والمصلحة والمفسدة في الامور وبالتالي يُحرمه من العثور على طريق للحل والنجاة.
ولهذا رأينا في الأحاديث السابقة أنّ اللجوج لا يتمتع بمديرية سليمة ، ورأينا أيضاً في حالات الشيطان انه لم يتمكن من إدراك البديهيات واوضح الحقائق بسبب تعصبه وعناده ، ولذلك قطع عن رقبته طوق العبودية لله تعالى فطرد من ساحة القرب الإلهي إلى الأبد.
٢ ـ إن العصبية والعناد بمثابة النار المحرقة الّتي من شأنها تمزيق العلائق الإجتماعية في المجتمع وتسلب منه روح الوحدة والالفة وتنثر فيه بذور النفاق والفرقة وتقود الطاقات والقوى البنّاءة الّتي يجب أن تُصرف في سبيل إعمار المجتمع في حركته الحضارية باتجاه التضاد والصراع الذاتي فيما بينها ، كما نقرأ هذا المعنى في الحديث الشريف عن أمير المؤمنين عليهالسلام حيث يقول : «اللِّجَاجُ يُنْتِجُ الْحُرُوبَ وَيُوغِرُ الْقُلُوبَ» (١).
٣ ـ إن التعصّب والعناد يتسبّبان في ابتعاد الأحبّة والأصدقاء عن الإنسان وتبديل الصداقة إلى عداوة وتضاد.
٤ ـ إن التعصّب والعناد من الأسباب والعوامل المهمّة للكفر ، وانطلاقاً من هذه الحالة نجد أن أكثر الشعوب والامم السالفة وبسبب التعصّب والعناد كانت تسير في خطّ الباطل والكفر برسالات السماء والامتناع عن قبول الحقّ بدافع من المحافظة على السنن البالية والتقاليد الزائفة.
__________________
١ ـ غرر الحكم ، (طبقاً لنقل ميزان الحكمة ، باب اللجاجة).