الموفقية في الحياة ، وهنا الإمام عليهالسلام يحرضه على خلع حالة الجبن عن نفسه لأن تحمل ضغط هذه الحالة قد يكون في كثير من الحالات أشد على الإنسان من التورط في ذلك الأمر المخوف».
ثمّ يضيف : «إن المخترعين والمكتشفين في العالم نالوا أوسمة الفخر بالعمل بهذه التوصية الحكيمة ، حيث توغلوا إلى أعماق الغابات الاستوائية والصحاري الأفريقية وخاضوا لجج البحار ووصلوا إلى الجزر البعيدة وحصلوا على ثروات طائلة وشهرة عظيمة مضافاً إلى ما قدّموا إلى البشرية من علم ومعرفة لا يستهان بها» (١).
وقد ورد في المثل المعروف : «امُّ الْمَقْتُولِ تَنَامُ وَامُّ المُهَدَّدِ لَا تَنَامُ».
وقيل أيضاً : «كُلُّ امْرٍ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ فَسِمَاعُهُ اعْظَمُ مِنْ عَيَانِهِ» (٢).
وأحد الطرق الاخرى لعلاج حالة الجبن والخوف هو أن يعيش الإنسان بطُهر ونقاء من شوائب الرذيلة والأعمال الذميمة ، لأن الأشخاص الملوّثين يخافون غالباً من نتيجة أعمالهم ، وبما أنّ نيتجة هذه الأعمال سوف تتجلّى إلى الملأ يوماً من الأيام فإنّهم يعيشون حالة الخوف في أنفسهم ، ولذلك ورد في الحديث المعروف عن أمير المؤمنين عليهالسلام قوله : «مَا اشْجَعُ الْبري وَاجْبَنَ الْمُريِبُ» (٣).
ونقرأ في حديث آخر عن هذا الإمام قوله : «لَوْ تَمَيَّزَتِ الْاشْيَاءُ لَكَانَ الصِّدْقُ مَعَ الشَّجَاعَةِ وَكَانَ الْجُبْنُ مَعَ الْكِذْبِ» (٤).
__________________
١ ـ منهاج البراعة ، ج ١٢ ، ص ٢٥٢.
٢ ـ شرح نهج البلاغة ، ج ١٨ ، ص ١٧٧.
٣ ـ غرر الحكم ، ح ٩٦٢٦.
٤ ـ شرح غرر الحكم ، ج ٧ ص ١٧٢. (بالفارسية)