من كلّ إقدام مثمر ، الآثار السلبية للخوف الموهوم وما يترتب عليه من ذلّة وحقارة وتخلف وحرمان من الكثير من مواهب الحياة في حياته أو حياة الآخرين ، فإنه سيتحرك في الغالب لتجديد فكرته ونظرته عن هذه الحالة ويسعى لتطهير نفسه منها.
ومن الطرق المهمة الاخرى في عملية العلاج هو السعي إلى قطع دوافع وجذور هذه الرذيلة من واقع النفس ، فعند ما تزول السحب المظلمة لسوء الظنّ بالله من سماء القلب ، وتشرق شمس التوكل على الله في أجواء الروح الإنسانية ، فإنّ ظلمات الخوف الموهوم ستزول بسرعة عن النفس البشرية ، ولكن قد يحتاج هذا الأمر إلى مطالعة ودقّة أكثر.
ومن الطرق الاخرى للعلاج هو أن يتورّط الإنسان في الميادين المثيرة للخوف والوحشة ويعمل على إقحام نفسه مرات عديدة في مثل هذه الميادين والأجواء المثيرة ، وعلى سبيل المثال فعند ما يجد الإنسان نفسه يخاف من تناول الدواء أو زرق الابر فعليه أن يقحم نفسه مرّات عديدة في مثل هذه الأعمال كيما تزول حالة الخوف.
والبعض الآخر يستوحش من السفر في السفينة أو الطائرة ، ولكن تكرار مثل هذه السفرات من شأنه أن يزيل الخوف منه.
وبعض الناس يجد حالة التردد والخوف في نفسه عند حضوره أمام الآخرين أو عند إلقائه لمحاضرة أو كلمة أمام الجمع ، ولكن هذا الخوف والتردّد يزول غالباً بتكرار مثل هذه الأعمال.
وأحد أهداف التمرينات العسكرية والمناورات الّتي تُجريها الحكومات لجيوشها وقواها العسكرية هو إزالة آثار الخوف من قلوب أفراد الجيش من الحروب.
ونجد هذا المعنى بصورة جميلة ورائعة في الكلمات القصار لأمير المؤمنين عليهالسلام حيث يقول : «اذَا هَبْتَ امْراً فَقَعْ فِيهِ ، فَانَّ شِدَّةَ تَوَقِّيهِ اعْظَمُ مِمَّا تَخَافُ مِنْهُ» (١).
ويقول العلّامة المرحوم الخوئي في شرحه لنهج البلاغة عند شرح هذه العبارة : «كثيراً ما يستوحش الإنسان من بعض الامور بسبب جهله وجبنه فيمنعه ذلك الخوف من نيل
__________________
١ ـ الكلمات القصار ، الجملة ١٧٥.