التوسل بجبرئيل واعتبر ذلك ابتعاداً عن الله وخلافاً لمقتضى الإيمان والتوكل وانه لا بدّ من تحصيل الماء من العين الصافية نفسها.
٤ ـ ويقول الإمام الصادق عليهالسلام في تعبير آخر : ان الغنى والعز يجولان فاذا ظفرا بموضع التوكل اوطناه (١).
وهذا يعني أنّ القلب الّذي تحوّل إلى مركز للتوكل على الله فإنه يشعر بالغنى وعدم الحاجة لما سوى الله تعالى ، وكذلك فإنّ مثل هذا الإنسان يعيش العزّة والقدرة لأنّه يتحرّك من موقع الاعتماد على القدرة المطلقة الّتي تتعالى على جميع القدرات الاخرى ولا تقبل الضعف والتردد والاهتزاز.
٥ ـ ونقرأ في حديث آخر بهذا المعنى عن الإمام الباقر عليهالسلام أنّه قال : «مَنْ تَوَكَّلَ عَلَى اللهِ لَا يُغْلَبُ وَمَنْ اعْتَصَمَ بِاللهِ لَا يُهْزَمُ» (٢).
٦ ـ وورد في حديث آخر عن الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام أنّه قال : «مَنْ تَوَكَّلَ عَلَى اللهِ ذَلَّتْ لَهُ الصِّعَابُ وَتَسَهَّلَتْ عَلَيْهِ الْاسْبَابُ» (٣).
وكيف لا يكون كذلك في حين أنّ (مسبّب الأسباب) هو الله تعالى وكلّ شيء خاضع وخاشع له.
٧ ـ وفي حديث آخر عن هذا الإمام انه أشار في كلامه إلى هذه الحقيقة ، وهي أنّ التوكل ليس فقط يُعدّ من العوامل الخفيّة في باطن الكون بل من العوامل المؤثرة في نفس الإنسان وباطنه أيضاً حيث يمنحه القوّة الّتي تنجيه من الوساوس والشبهات فقال : «مَنْ تَوَكَّلَ عَلَى اللهِ اضَاءَتْ لَهُ الشُّبَهَاتُ» (٤).
٨ ـ وأيضاً ورد عن هذا الإمام في خطابه للناس جميعاً «يَا ايُّهَا النَّاسُ تَوَكَّلُوا عَلَى اللهِ
__________________
١ ـ اصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٦٥.
٢ ـ ميزان الحكمة ، ج ٤ ، ح ٢٢٥٤٧.
٣ ـ غرر الحكم ، ح ٩٠٢٨.
٤ ـ غرر الحكم ، ح ٨٩٨٥.