قد أشارت إلى هذا المعنى على نحو الاجمال ومنها :
١ ـ يقول الإمام علي عليهالسلام «الْبَخيلُ يَسْمَحُ مِنْ عِرْضِهِ بِاكْثَرِ مِمَّا امْسَكَ مِنْ عَرَضِهِ» (١).
٢ ـ إن البخيل سوف يفقد باستمرار أصدقائه ورفاقه وبالتالي يصبح وحيداً غريباً أمام المشكلات الكبيرة الّتي تفرزها تحديات الواقع الصعب ، وفي ذلك يقول أمير المؤمنين عليهالسلام «لَيْسَ لِبَخيلٍ حَبيبٌ» (٢) ؛ وعلى فرض انه كان له صديق لمدّة قصيرة من الزمان فإنّ «البخل» يتسبب في الحاق الذلّة لأصدقائه والعزّة لأعدائه كما يقول أمير المؤمنين عليهالسلام «الَبُخْلُ (البَخيلُ) يُذِلُّ مُصاحِبَهُ وَيُعِزُّ مُجانِبَهُ» (٣).
٣ ـ إن «البخيل» يوقع نفسه في التعب والضنك دائماً ، وفي نفس الوقت فإنّ ورثته هم المستفيدون من عمله وتعبه ، فهو في الدنيا يتعب نفسه في جمع الأموال ، وفي الآخرة يجد نفسه مسؤولاً عنها كما يقول أمير المؤمنين عليهالسلام «الْبَخيلُ خَازِنٌ لِوَرَثَتِهِ» (٤) الورثة الّذين قد لا ينفقون من أمواله درهماً في سبيل الله وفي سبيل بذل الخيرات والمثوبات له.
٤ ـ «البخيل» يعيش عيشة الفقراء لأن البخل عند ما يشتد على الإنسان فإنه يبخل حتّى على نفسه ، وبذلك لا يجد السعادة والحياة الطيبة والمريحة لأنّه يعيش التفكير الدائم في كيفية حفظ أمواله وزيادتها ، وأحياناً تعرض عليه حالات نفسانية سلبية من قبيل سوء الظن الشديد بمن يحيط به ، مثلاً يتصور أنّ الناس ينظرون إليه بعين الطمع ويحسدونه على ما لديه من الأموال والثروات بل ويعادونه أيضاً ، وفي الأحاديث الإسلامية نجد أشارات جميلة إلى هذه المسألة ، ومن ذلك ما ورد عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال : «عَجِبْتُ لِشَقِىَ الْبَخيلِ يَتَعَجَّلُ الفَقْرَ الّذي مِنْهُ هَرَبَ وَيَفُوْتُهُ الْغِنَي الّذي ايّاهُ طَلَبَ فَيَعيشُ في الدُّنيا عَيشَ الفُقَراءِ وَيُحاسَبُ فِي الآخِرَةِ حِسابَ الاغنياءِ» (٥).
__________________
١ ـ شرح غرر الحكم ، ج ٢ ص ١٣٠ ، ح ٢٠٨٤.
٢ ـ المصدر السابق ، ج ٥ ، ص ٧٨.
٣ ـ المصدر السابق ، ج ١ ، ص ٣٧٠ ، ح ١٤٠٩.
٤ ـ شرح غرر الحكم ، ج ١ ، ص ١٢٧ ، ح ٤٦٤.
٥ ـ شرح غرر الحكم ، ج ٤ ، ص ٣٤٦ ، ح ٦٢٨٠.