قبل ذلك.
وعبارة «بآياتي» يمكن أن تكون إشارة إلى معجزات النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله أو آيات القرآن الكريم أو علائم العذاب الإلهي أو حلول القيامة أو جميع ذلك من الآيات الإلهية ، فلا يختلف الحال في أخذنا لكلّ هذه التفاسير المذكورة لهذه الآية ، لأن جميع هذه الامور من نزول آيات القرآن وظهور المعجزات وحصول علائم القيامة وكذلك نزول العذاب الإلهي كلّها تتفق مع الحكمة الإلهية في ظرف نزولها الخاصّ ، ولا تقترن مع العجلة والتسرع لأن الله الحكيم لا يعمل عملاً على خلاف حكمته ، وعليه فلا ينبغي الاستعجال في طلب هذه الامور.
أمّا قوله تعالى للآية الشريفة (خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ) فهو إشارة إلى الأشخاص الّذين لم يتحركوا في خطّ التربية الإلهية ولم يرّبوا أنفسهم في عملية تهذيب النفس وجهادها ، وبعبارة اخرى : إن طبع الإنسان الأولي هو أن يتحرك بسرعة باتجاه اشباع حاجاته ورغباته البدنية والنفسية ، وقد ورد هذا المضمون أيضاً في الآية ١٩ من سورة المعارج حيث يقول تعالى (إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً) أي حريصاً وقليل الصبر.
ولذلك نجد أنّ بعض الآيات الّتي تشير إلى كون الإنسان عجولاً فإنّها تتحدّث عن هداية الإنسان قبل ذلك كما في الآية ١١ من سورة الإسراء والّتي ستأتي الإشارة إليها لاحقاً.
وهذه الخاصية في الإنسان «كونه عجولاً» حالها حال الأهواء النفسية والنوازع البدنية الاخرى الّتي هي بنّاءة وضرورية ومفيدة فيما لو تحرّك الإنسان على مستوى تعديلها وتهذيبها والاستفادة منها في خطّ السعادة والتكامل المعنوي والإنساني ، وبذلك تخرج هذه الحالات السلبية في الظاهر كونها مخربة وسلبية ، فهي مثل السيل الهادر فإنه رغم ظاهره المدمر ولكنه إذا بنى الإنسان أمامه السدود لضبطه والاستفادة من قوته فإنه يتحول إلى قوّة ايجابية تؤدي إلى العمران والنور والرقي في حركة الحياة الدنيوية.
ونفس هذا المضمون ورد أيضاً في «الآية السادسة» من الآيات محل البحث مع تفاوتٍ