بصور مختلفة على جلده ووجهه ولون عينه ولسانه وأمثال ذلك ، فهكذا إذا ابتلي الشخص بمرض أخلاقي مزمن فتظهر آثاره وعلائمه في أعماله وسلوكياته وكلماته.
وقد أورد الكبار من علماء الأخلاق آثار الكبر وعلائمه في كتبهم المفصّلة ، وهذه الآثار والعلائم قد تظهر على الوجه أحياناً مثل أن يقطب المتكبّر وجهه في مقابل الآخرين وينظر إليهم بنظرة الاستحقار والمهانة بل قد لا يكون مستعداً لأن يقابلهم بجميع وجهه.
وأحياناً اخرى تظهر علائم هذا الخلق الذميم على كلمات الشخص ، فيتحدّث بعبارات فيها نوع من المبالغة عن نفسه ويذكر نفسه بضمير الجمع بل قد يتغير لحن صوته لدى تحدّثه عن نفسه وعن الآخرين بما يحكي عن حالة الغرور والتكبّر الّتي تعتمل في نفسه.
فتارة يتجلّى الكبر في أن يُبيح لنفسه التحدّث وقطع كلام الآخرين حيثما شاء ولا يسمح للآخرين بالحديث ولا يُصغي لحديثهم ويتوقع منهم الاصغاء لحديثه وكلامه فقط ، ويرى أنّ كلام الآخرين طويلاً مهما قصر وكلامه الطويل والفارغ قصيراً وضرورياً.
وأحياناً يتجلّى التكبّر على حركاته وأعماله وسلوكياته فيحب أن يقف الآخرون تعظيماً له بينما يجلس هو أمامهم ولا يقوم لأحد عند ما يرد عليه.
ونقرأ في الحديث الشريف عن أمير المؤمنين عليهالسلام قوله : «مَنْ ارَادَ انْ يَنْظُرَ الَى رَجُلٍ مِنْ اهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ الَى رَجُلٍ قَاعِدٍ وَبَيْنَ يَدَيْهِ قَوْمٌ قِيَامٌ» (١).
وكذلك يحب أن لا يكون وحيداً عند ما يمشي في الشارع وأمام الناس بل يسير معه وخلفه جماعة ، فقد ورد في الحديث الشريف «كَانَ رَسُولُ اللهِ فِي بَعْضِ الْاوْقَاتِ يَمشِي مَعَ الْاصْحَابِ فَيَأْمُرُهُمْ بِالتَّقَدُّمِ وَيَمْشِي فِي غِمَارِهِمْ» (٢).
وكذلك يحب المتكبّر أن يأتي الآخرون لرؤيته دون أن يذهب هو لرؤية الآخرين ، ويجتنب الجلوس مع الفقراء والمحتاجين ومن يظهر عليه انه من أهل المستويات الدانية في المجتمع ، ولو انه اتفق له أن سار معه مثل هؤلاء الأشخاص فإنه يسعى جاهداً للتخلّص
__________________
(١) بحار الأنوار ، ج ٧٠ ، ص ٢٠٦ طبعة الآخوندي.
(٢) مسند الفردوس للديلمي ، مطابق لنقل المحجّة البيضاء ، ج ٦ ، ص ٢٤٧.