الدنيا وحبّ الرئاسة وحبّ الراحة وحبّ الكلام وحبّ العلو والثروة ، فصرن سبع خصال ، فاجتمعن كلهنّ في «حبّ الدنيا» فقال الأنبياء والعلماء بعد معرفة ذلك : «حبّ الدنيا رأس كلّ خطيئة».
ثمّ إنّ الإمام ومن أجل التمييز بين الدنيا الممدوحة والمذمومة ذكر في نهاية الحديث «وَالدُّنْيَا دُنْيَا بَلَاغٍ وَدُنْيَا مَلْعُونَة» (١).
٧ ـ ونقرأ في حديث آخر عن الإمام علي بن أبي طالب قوله «ارْفُضِ الدُّنْيَا فَانَّ حُبَّ الدُّنْيَا يُعمِي وَيُصِمُّ وَيُبْكِمُ وَيُذِلُّ الرِّقَابَ» (٢).
ومن الطبيعي انه عند ما يتجذر العشق لشيء من الأشياء في وجود الإنسان فانه يجعله غافلاً عن أوضح الأشياء ، فتراه يتمتع بعين ولكنه لا يرى الوقائع ، وله اذن ولكنه لا يسمع ، وله لسان ولكنه لا يتحرّك إلّا بما يهيم في قلبه من العشق لذلك الشيء ، فتراه ومن أجل الوصول إلى محبوبه أي الدنيا فانه مستعد لأنّ يخضع إلى كلّ ذلة ومهانة.
٨ ـ وأيضاً نقرأ في الحديث الشريف بالنسبة إلى بيان الموارد السلبية لحبّ الدنيا قول أمير المؤمنين عليهالسلام في الحكمة من هذا الحكم الإلهي «حُبُّ الدُّنْيَا يُفْسِدُ الْعَقْلَ ، وَيُصِمُّ الْقَلْبَ عَنْ سُمَاعِ الْحِكْمَةِ وَيُوجِبُ الِيمَ الْعِقَابِ» (٣).
٩ ـ ونقرأ في حديث آخر في بيان الآثار الضارة والمفاسد الكثيرة لحبّ الدنيا ما ورد عن النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «انَّ الدُّنْيَا مُشْغِلَةٌ لِلْقُلُوبِ وَالْابْدَانِ» (٤).
١٠ ـ ونختم هذه البحث بحديث شريف آخر عن رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو : «انَّهُ مَا سَكَنَ حُبُّ الدُّنْيَا قَلْبَ عَبْدٍ الّا الْتَاطَ بِثَلَاثٍ : شُغْلٍ لَا يُنْفَدُ عَنَاؤُهُ ، وَفَقْرٌ لَا يُدْرَكُ غِنَاهُ ، وَأمَلٍ لَا يَنَالُ مُنْتَهَاهُ» (٥).
__________________
١ ـ اصول الكافي ، ج ٢ ، ص ١٣٠ ، باب حبّ الدنيا ، ح ١١.
٢ ـ اصول الكافي ، ج ٢ ، ص ١٣٦.
٣ ـ غرر الحكم باللغة الفارسية ، ج ٣ ، ص ٣٩٧ ، رقم ٤٨٧٨.
٤ ـ بحار الأنوار ، ج ٧٤ ، ص ٨١.
٥ ـ بحار الأنوار ، ج ٧٤ ، ص ١٨٨.