التراث يعتبر المرآة التي ترى الأمة من خلالها ذاتها ، وحضارتها ومجدها ، وتاريخها ، وخلاصة تجاربها خلال قرون طويلة ، إضافة إلى اعتبار التراث اليمني بل والإسلامي بشكل عام يعتبر المرآة التي ينظر العالم من خلالها إلى الأمة الإسلامية ، فيتم على هذه المنوال تقييم حضارة الإسلام ، ومستوى رقي أبنائه.
كما تتشرف مكتبة التراث الإسلامي بأن يكون لها شرف التنفيذ ، وإخراج الكتاب بالصورة المشرفة اللائقة به ، وذلك في وقت قياسي لا يتعدى بضعة أشهر
لقد حرص محققو هذا الكتاب على أن يخرج النص أولا وقبل كل شيء ـ سليما من الأخطاء ـ وكان هذا هو الهدف الذي جعلوه ركيزة لهم ، إضافة إلى الفوائد التي يرون أن النص يحتاج إليها سواء من تخريج بعض الأحاديث ، وتراجم العلماء الذين وردت أسماؤهم في هذا الكتاب ، وإضافة التعليقات المهمة التي دونها علماء اليمن خلال تدريسهم وبحثهم في هذا الكتاب.
وكما قلنا سابقا بأن هذا الكتاب له نسخ خطية لا يمكن حصرها بل لا تخلو منها مكتبة وبيت من بيوت العلم المشهورة ، فكان اعتمادنا على أقدم النسخ ، وأدقها ، وما كثرت القراءة فيه على علماء لهم دورهم البارز ، وآراؤهم الفكرية المهمة ، وخصوصا النسخة التي قرئت على العلامة إبراهيم السحولي ، والعلامة أحمد بن يحي حابس ، وكذلك النسخة التي قرئت على سيدي العلامة الحجة مجد الدين المؤيدي حفظه الله. وإن كانت نسخته لم تصلنا إلا في آخر عملنا
ونظرا لكبر حجم الكتاب ، وقصر المدة ، فقد قام بتحقيق القسم الأول إلى سورة النساء الأخ محمد قاسم الهاشمي ، وقام بتحقيق القسم الثاني إلى آخر الكتاب الأخ عبد الله عبد الله الحوثي ، وكذلك عهد القسم