للتوسّل في الأفعال سيّما الخيرات بالأسماء اللفظيّة فضلا عن الحقيقيّة الّتي هي السبل والوسائل والشفعاء عند الله باذنه تعالى وسيلة إلى إتمام الفعل ووقوعه على الوجه الأكمل الأفضل الأسهل حتّى كأنّه لا يتأتّى له ذلك بل لا يوجد أصلا إلّا بذلك.
وأمّا ما ذكره ثاني الشهيدين في شرح اللمعة : من أنّ كونها للملابسة أدخل في التعظيم ، وللاستعانة لتمام الانقطاع لاشعاره بأنّ الفعل لا يتمّ بدون اسمه تعالى.
ففيه أنّ المفضّل عليه في الأوّل ليس هو المفضّل في الثاني وإن جمعهما الاستعانة فإنّه أحدهما أولا على وجه الآليّة والابتذال ، وأخيرا على معنى العون والقوّة فلا تغفل.
ثمّ إنّ هذه الوجوه وإن دلّت على إرادة الاستعانة منها إلّا أنّها لا تمنع من إرادة غيرها أيضا فانّ المصاحبة على بعض الوجوه اللائقة بالمقام ملازمة للاستعانة.
وتوهم أنه من قبيل استعمال اللفظ في المعنى الحقيقي والمجازي ، أو المشترك في معنييه ، وإن كلا منهما غير جايز ، بعيد عن الصواب بمراحل ، فإنه مع الغض عما في الحكم بعدم الجواز على بعض الوجوه حسبما قرر في محله لا يخفى أن الأصل في معاني الباء وأمها وأسها على ما يظهر من إشارات كلماتهم هو الإلصاق ، وغيره من المعاني راجعة إليه بإضافة بعض الخصوصيات التي يقتضيها خصوص الموارد ، فحقيقة الاستعانة هو الالتصاق والاتصال الحسي أو المعنوي بالمعين أو بالآلة ، ومعنى المصاحبة هو المعية الوجودية أو الفعلية أو الانفعالية حسية كانت أو معنوية ومرجعها إلى نحو من الإلصاق مغاير للمعنى المتقدم.
وللسببية التي هي إلصاق المسبب لسببه لقضية السببية ، إلى غير ذلك من معانيها التي مرجعها إلى الإلصاق ، وإن كان إرجاع بعضها إليه لا يخلو من تكلف ،