وقال الشاعر :
إذا رام عاشقها نظرة |
|
ولم يستطعها فمن لطفها |
أعارته طرفا رآها به |
|
فكان البصير بها طرفها |
وأمّا كتابة الباء على كل شيء فلأن شمس المشيئة الكلية أشرقت على كل شيء فظهر بها كل شيء ، ولولاها لم يظهر شيء.
فكل جميل حسنه من جمالها |
|
معار له بل حسن كل مليحة |
وهذه الكتابة كتابة تكوينية إمكانية أو كونية بها ظهر كل ما دخل في صقع الإمكان أو الأكوان ، وهذه الكتابة أدلّ على المعنى المراد من مجرد النقش الذي هو من نهايات مراتب الوجود ، بل هي عين المكتوب والمكتوب فيه بلا مغايرة أصلا.
ثم اعلم أن من القواعد المصونة المكنونة في علم الحروف أنّ لكل كلمة من الكلمات وجها وقلبا ، فوجه الكلمة هو الحرف الأول وقلبها هو الحرف الوسط وعلى هذا المطلب دلالات وإشارات من الكتاب والسنة ، ولذا ورد في تفسير (بِسْمِ اللهِ) : الباء بهاء الله ، والسين سناء الله ، والميم مجد الله (١).
وعن الكاظم عليهالسلام : «أما حم فهو محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو في كتاب هود الذي أنزل عليه ، وهو كتاب منقوص الحروف» (٢).
وعن الحجة عجل الله فرجه الشريف في تفسير (كهيعص) : أن الكاف اسم كربلاء ، والهاء هلاك العترة ، والياء يزيد لعنه الله ، والعين عطش الحسين عليهالسلام وعترته ، والصاد صبره» (٣).
إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة الواردة في تفسير فواتح السور وغيرها ، بل
__________________
(١) الكافي : ج ١ / ١١٤ ، ح ١.
(٢) بحار الأنوار : ج ١٤ / ٨٧ ، ح ٢.
(٣) بحار الأنوار : ج ٩٢ / ٣٧٧ ، ح ٨ عن «إكمال الدين».