وأن زبر (إحسان) موافق لزبر (عليّ) بتشديد الياء ، إذ كل منهما مطابق لعدد ١٢٠.
وفي التعبير عن الأول بالبيّنة ، وعن الثاني بالزبر مع الإشارة إلى التقديم والترتيب في قوله تعالى : (بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ) (١) سرّ لطيف :
فإنه صلىاللهعليهوآلهوسلم مدينة العلم وعلي بابها ، والنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في مقام الإجمال والبطون ، والوصي عليهالسلام في مقام التفصيل والظهور ، وإليه الإشارة بما تقدم من قوله تعالى :
(فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ) (٢). أي من تقابله وعداوته.
ومن هنا يظهر سر ما رواه في «الكافي» عن الصادق عليهالسلام قال : «أكتب بسم الله الرحمن الرحيم ، من أجود كتابتك ، ولا تمد الباء حتى ترفع السين» (٣).
أي لا تمد ولا تبسط ظل حقيقة الولاية ولا رحمة الفتوة على سرادق الأكوان في العالمين إلا بعد رفع السين الذي هو مقام النبوة المطلقة وباطن الولاية الكلية ، فإن الولي يشمل من النبي الذي هو رفيع الدرجات ، والولي متمم القابليات.
وإليه الإشارة بقوله عليهالسلام : «الباء بها الله ، والسين سناء الله» (٤).
والبهاء هو النور ، والسناء الضياء ، والضياء أرفع من النور ، لأن النور يستمد منه ، (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً).
فاعلم أنه روى الشيخ أبو جعفر ابن بابويه في كتاب «التوحيد» بإسناده عن الصادق عليهالسلام أنه سئل عن تفسير (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، فقال : «الباء بهاء الله ،
__________________
(١) آل عمران : ١٨٤ ، والنحل : ٤٤ ، وفاطر : ٢٥.
(٢) سورة الحديد : ١٣.
(٣) الكافي ج ٢ / ٢٧٦ ، ح ٢.
(٤) الكافي ج ١ / ١١٤ ، ح ١.