ولكن سرّ الله شطران فيكما |
|
فكنت لتسطو ثم كان ليغفرا |
ولحفظ أدب البابية قدم السطوة على المغفرة ، كما قدم الباء على السين في البسملة ، هذا في القوس الصعودي وبالنسبة إلينا ، وأما في القوس النزولي فالنبوة مقدمة على الولاية بثمانين ألف سنة ، فإن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مظهر جلال القدرة ، وكان يطوف حول جلال العظمة ، والولي مظهر العظمة وكان يطوف حول جلال القدرة.
كما روي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على ما رواه في «البحار» عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه سأله عن أول ما خلق الله؟ فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : أول ما خلق الله نور بينك يا جابر كان يطوف حول جلال القدرة ثمانين ألف سنة فلمّا وصل إلى جلال العظمة خلق فيه نور علي عليهالسلام ، فكان نوري يطوف حول جلال العظمة ونور علي يطوف حول جلال القدرة ...» الخبر (١).
وذلك لأن القدرة مقدمة على العظمة ، فإنّ أول ما يظهر من القادر هو قدرته التي يصدر بها جميع أفاعيله وآثاره وشؤونه ولذا كانت لها الاستطالة على كل شيء كما أشير إليه بقوله في دعاء السحر وغيره : «اللهم إني أسئلك من قدرتك بالقدرة التي استطلت بها على كل شيء وكل قدرتك مستطيلة».
وهذه هي الولاية المطلقة التي هي باطن النبوة لا الولاية التي تقابلها ، وهي الكلمة التي انزجر بها العمق الأكبر يعني الإمكان فضلا عن الأكوان ، وهي اليد التي في قبضتها السموات والأرض وملكوت كل شيء الآخذة بناصية كل دابة بل كل شيء.
وأما العظمة فهي مقام الكثرة والظهور ، وهي تحت القدرة إذ القدرة مقام الإجمال ، والعظمة مقام التفصيل ، والقدرة الأصل القديم والعظمة الفرع الكريم ،
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٥٧ / ١١٧ وج ٢٥ / ٢٢ ، ح ٣٨.