الأدب.
وبأن الاسم فيه مقحم كما في قول لبيد (١) يخاطب ابنتيه وقت وفاته :
إلى الحول ـ ثم اسم السّلام عليكما |
|
ومن يبكحولا كاملا فقد اعتذر |
وبأنّ معنى قوله (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ) سبّحه ، وهي ما يسبّح به ومثله قوله : (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) (٢) أي سبح ربك باسمه.
وبأنّ من جملة صنوف التعظيم أن لا يصرّح بمن يراد تعظيمه ، بل يذكر ما يتعلق به الحضرة والجناب كما يقول : السّلام على الحضرة العالية والسدة السنية والجناب الرفيع.
ثم بعد تسليم إطلاق الاسم وإرادة المسمى لا يلزم منه كون أحدهما عين الآخر ، بل كما في ساير المجازات.
واحتج من ذهب إلى المغايرة بقوله : (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها) (٣) وبقوله : (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) (٤).
وبالأخبار الكثيرة التي مرّت إلى بعضها الإشارة ، سيما مع اشتمالها على بعض الأدلة القوية كقوله :
«إن لله تسعة تسعين اسما فلو كان الاسم هو المسمى لكان كل اسم منها إلها».
__________________
(١) هو لبيد بن ربيعة العامري من مشاهير الشعراء ومن المعمرين ، قيل : توفي في إمرة عثمان بالكوفة ، وقيل : في سنة (٤١) ه عن مائة وخمسين سنة. ـ العبر : ج ١ / ٥٠.
(٢) الواقعة : ٧٤.
(٣) الأعراف : ١٨٠.
(٤) الإسراء : ١١٠.