تلك الأركان» (١). انتهى كلامه زيد مقامه.
ونسج على منواله مولانا ولده العلامة المجلسي قدسسره في «البحار» لكنه نبّه على ذكر الأسماء الثلاثة في الخبر ، قال :
«وهو (الله تبارك وتعالى) على نسخة «الكافي و (سبحانه) بدل (تعالى) على نسخة «التوحيد» ، فالله موضوع للذات المستجمع للصفات الذاتية الكمالية و (تبارك) إشارة إلى أنه معدن الفيوض ، ومنبع الخيرات التي لا تتناهى ، وإليه (٢) يرجع جميع الصفات من الخالقية ، والرازقية ، والمنعمية ، وغيرها ، كما أن الأول (٣) جامع للصفات الذاتية الجمالية.
وأما الثالث وهو (تعالى) أو (سبحانه) فإشارة إلى الصفات الجلالية المنزهة له من جميع النقايص ، ولكل من الثلاثة أربعة أركان.
أما الله فدعائمه الأربع وهي وجوب الوجود المعبر عنه بالصمدية والقيومية والعلم والقدرة والحياة.
وأما البركة (٤) فلها الإيجاد والتربية في الدارين والهداية في الدنيا والمجازات في الآخرة.
وأما التنزيه (٥) فللذات عن مشابهة الممكنات ومن إدراك الأوهام والعقول ولصفاته عن النقايص ، ولأفعاله عن الظلم والعجز.
إلى أن قال : وظاهر أنّ لكل منها شعبا كثيرة ، فجعل عليهالسلام شعب كل منها
__________________
(١) مرآة العقول : ج ٢ / ٢٩.
(٢) في البحار : وهو رئيس جميع الصفات الفعلية.
(٣) في البحار : كما أن الأول رئيس الصفات الوجودية من العلم والقدرة وغيرهما.
(٤) في البحار : وأما (تبارك) فله أركان أربعة : هي الإيجاد ...
(٥) في البحار : وأمّا (سبحان) فله أربعة أركان لأنه إما تنزيه الذات عن مشابهة الممكنات أو تنزيهه عن إدراك الحواس والأوهام ...